تتزايد سيطرة الشاشات على حياة الأطفال بشكل ملحوظ. ففي فرنسا، يمتلك 40٪ من الأطفال في سن 4 سنوات هواتف ذكية أو أجهزة لوحية خاصة بهم. ويثير هذا الاستخدام المبكر للوسائط الرقمية مخاوف بشأن العواقب المحتملة على المدى الطويل، خاصة فيما يتعلق بالتعلم، حيث تشير الدراسات إلى أن الأطفال يتعلمون بشكل أفضل من الورق مقارنة بالشاشات. لمساعدة الآباء والأمهات في التعامل مع هذا الوضع المعقد، وضعت الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال (AAP) توصيات واضحة للإشراف على استخدام الأطفال للأجهزة الرقمية بما يتناسب مع أعمارهم واحتياجاتهم التنموية.
مع الانتشار الواسع للشاشات، تبرز بعض الأصوات التي تدعو إلى فرض قيود، مثل حظر استخدام الهواتف الذكية لمن هم دون سن 13 عامًا. ومع ذلك، تختلف الآراء حول أفضل السبل للتعامل مع هذه القضية. من جهتها، توصي جمعية الآباء والأمهات بتخصيص استخدام الأجهزة الرقمية بناءً على الاحتياجات الفردية لكل طفل. كما تشجع الآباء على وضع خطة لاستخدام وسائل الإعلام في الأسرة، مع مراعاة ليس فقط الوقت الذي يقضيه الطفل أمام الشاشات، بل أيضًا جودة المحتوى وأهمية الحفاظ على توازن مع الأنشطة الأخرى.
إليك إعادة كتابة النص:
تقدم جمعية AAP مجموعة من التوصيات الأساسية المتعلقة باستخدام وسائل الإعلام للأطفال، وفقًا لفئاتهم العمرية:
الأطفال أقل من سنتين:
- يجب أن يكون استخدام وسائل الإعلام محدودًا للغاية.
- يُفضل أن يكون هناك مرافق بالغ دائمًا لمشاركة المشاهدة والتعليم، مثل أثناء مكالمات الفيديو مع العائلة.
الأطفال من 2 إلى 5 سنوات:
- يُنصح بتقليل وقت استخدام الشاشة إلى ساعة واحدة يوميًا.
- يُفضل اختيار البرامج التعليمية والتفاعلية.
- من المهم أن يشارك الوالدان في المشاهدة لتعزيز التعلم والتفاعل الاجتماعي.
الأطفال من سن 5 سنوات وما فوق:
- يجب مراقبة استخدام وسائل الإعلام لضمان عدم استبدالها للأنشطة الأساسية مثل النوم، وممارسة الرياضة، والوقت العائلي.
- يُنصح بإجراء مناقشات مع الأطفال حول استخدام وسائل الإعلام، والتفاعل عبر الإنترنت، والمعلومات التي يتعرضون لها.
بالإضافة إلى هذه التوصيات، تؤكد جمعية مساعدة الآباء والأمهات على أهمية تخصيص أوقات ومساحات خالية من الشاشات في الحياة الأسرية، مثل أوقات تناول الطعام والأمسيات العائلية. كما تشجع الآباء والأمهات على أن يكونوا قدوة من خلال تقليل استخدامهم للشاشات والمشاركة الفعالة في الأنشطة التي تعزز رفاهية الأسرة.